وتار /

ملتقى الاتحاد… اعادة تشكيل الرؤى والسياسات

لە لایەن: سعدي احمد بيرة
بڵاوکراوەتەوە: 2022-03-28

منذ رحيل مام جلال، الذي خلّف فراغاً كبيراً، يواجه الاتحاد الوطني تحدّيات جمة وعلى كل المستويات، لم نستطع خلال تلك الفترة رغم الجهود المخلصة من قبل القيادة والكوادر الحزبية من تجاوزها ومواجهتها على نحو يليق بقوة ومكانة الاتحاد الوطني.
لقد خطّ الاتحاد الوطني، منذ تأسيسه على يدّ مام جلال ورفاقه، نهجاً مميزاً ومستقلاً عكس توجهه القومي الكردستاني والديمقراطي الثوري. استطاع خلال سنوات الكفاح الشاق أن يحتل مكانة رئيسية على الساحة القومية الكردستانية والوطنية العراقية كأحد القوى السياسية القومية والديمقراطية التي لايمكن بأي حال تجاوزها. وكرس الاتحاد الوطني هذا الدور بتضحيات رفاقه وإقدام شهدائه، راكم من خلاله إرثاً إنسانياً كبير في الكفاح والتحرر.
تفرض تحديات المرحلة الراهنة، الكردستانية والعراقية والإقليمية، على الاتحاد الوطني مراجعة نقدية لتقييم تجربة السنوات الأخيرة من العمل السياسي وعلى كل تلك المستويات. ويبدو لي أن العمل الجاد على هذا الصعيد، صعيد المراجعة النقدية والتقييم، لم يتحقق حتى الآن، رغم أهميته وحيويته لوضع استراتيجية جديدة على مستوى العمل التنظيمي والعلاقات الخارجية والإعلام. وهذه المستويات الثلاث معاً تشكل هوية خطاب الاتحاد الوطني وتعكس نهجه السياسي.
مايهمنا الآن هو التركيز على المستويين الأخيرين. مستوى العلاقات الخارجية ومستوى الإعلام، نظراً للعلاقة الوثيقة بينهما.
تتفرّع العلاقات الخارجية لدى الاتحاد الوطني بموجب عدة معايير، منها الجغرافية ومنها الأيديولوجية ومنها المعيار القومي، لكن بوجه عام يمكن تصنيفها إلى العلاقات الكردستانية داخل الإقليم، والعلاقات القومية مع القوى والحركات والأحزاب القومية في عموم كردستان، ثم العلاقات الوطنية مع القوى والأحزاب العراقية القريبة من النهج الوطني العراقي للاتحاد الوطني وخطابه السياسي. رابعاً العلاقات العربية، حيث تمتع الاتحاد الوطني أثناء قيادة مام جلال بعلاقات متينة مع الأحزاب والقوى الديمقراطية والتقدمية في المحيط العربي، ومن مصلحة الاتحاد العودة اليوم لإعادة إحياء وتمتين تلك العلاقات. وأخير العلاقات الدولية، وهذه بدورها تتفرع إلى علاقات مع الدول وممثلياتها، والعلاقات مع المنظمات والأحزاب والجمعيات والهيئات الحقوقية على مستوى الساحة العالمية، ولا سيما مع أحزاب اليسار الديمقراطي والاشتراكية الدولية. وبموجب هذا التصنفي يتعين على الاتحاد الوطني تنظيم مكاتب وممثليات علاقاته الخارجية ورفدها بالكوادر المثقفة والمؤهلة للقيام بمهامها على نحو صحيح.
هكذا تبدو ساحة العمل السياسي والدبلوماسي أمام الاتحاد الوطني معقدة وواسعة، تقتضي جهدا مكثفاً ودؤوبا للارتقاء بمكانة ودور الاتحاد الوطني خارجياً. وفي هذا السياق ينبغي وضع برنامج دقيق وجاد لآلية عمل ممثليات الاتحاد الوطني على الساحة الأوروبية والعربية، ويتوازى مع هذا البرنامج الارتقاء بمستوى الخطاب الإعلامي للإتحاد الوطني المكتوب والمرئي، الذي بات يشكو من ترهل فظيع، لايعكس بصورة صحيحة ومقنعة هوية الخطاب السياسي للاتحاد الوطني ومواقفه من مختلف القضايا القومية والإقليمية. إننا في هذه المرحلة أحوج ما نكون إلى خطاب إعلامي/ سياسي حاذق وينبغي أن نمنح الإعلام الأولوية لجهة اهتماماتنا في الإصلاح والتحديث والتطوير.
الإعلام بدوره يستطيع أن يعكس بوسائطه، المكتوبة والمرئية والمسموعة،الخطاب السياسي للاتحاد الوطني ومواقفه من مختلف القضايا على نحو قادر على الاقناع والتأثير والتوجيه. وهذه هي مهمته الرئيسة، بشرط أن يتمتع هذا الإعلام بمصداقية خبرية وتحليلية لدى جمهور المتلقين. وهذه المهمة الحيوية تحتاج إلى دراسة ووضع استراتيجيات إعلامية صحيحة.
ما يفتقر إليه الاتحاد الوطني في وقتنا الرهنا هو ليس المواقف السياسية، الوطنية والقومية، المبدئية، إنما ترجمة تلك المواقف في خطاب إعلامي وسياسي بصورة صحيحة، وكذلك الدبلوماسية التي تجسدها في معاملات وعلاقات على المستويات الكردستانية والإقليمية والدولية. وهذه المهمة تقع على عاتق المثقفين والأككاديمين والإعلاميين والنشطاء المنخرطين في صفوف الاتحاد الوطني، لكن قبل ذلك يتعين على مراكز الأبحاث والخبرة السياسية والمكاتب الاستشارية للاتحاد الوطني وضع استراتيجيات سياسية وتنظيمية لتحقيق هذا الهدف بأيسر الطرق وأجداها.
من المفيد في هذا السياق المبادرة إلى عقد ورشة أو ورشات عمل علمية أو مؤتمر ذي طبيعة خاصة، يدعو الاتحاد الوطني فيه الخبراء والمستشارين والأكاديميين ذوي الاختصاص للمناقشة والتشاور بخصوص هذه القضايا، التي لاينبغي أن تظلّ محصورة في نطاق ضيق وضمن الهيئات الحزبية فقط. ويتعين على الاتحاد الانفتاح بهذا الخصوص على آراء جميع المثقفين والأكاديميين المستقلين والمقربين من دائرة الخطاب السياسي للاتحاد الوطني، والعمل معهم على وضع استراتيجية للعلاقات الخارجية وللترويج للخطاب السياسي على النحو الأفضل.

ژمارەی سەردان:
© دیداری یەکێتی - 2023 - مافی بڵاوکردنەوەی پارێزراوە.
chevron-down linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram